نبذة عن البلدة
شارون
هُنا في قلب جبل لبنان، تطلُّ عليكَ ببريقِ عينيها، تلامسُ بشالِها البقاعَ حياءً، وتفتحُ للشوفِ مداخلَها اشتياقا..
تلاقيكَ بحروفِ “عاليه”، عاليةً نحو السماء، لتلاقيك جردا، وتُحيلُكَ إلى خضراء مواسمِها، إلى حدائقها الملأى بطيبِ مقدسَّاتها في قلبِ واديها الذي يحملُ في أسماء مواقعِهِ بُعداً تاريخياً يغوصُ في الزمنِ الغابر، ويخبرُكَ أنَّ أرضَ شارون تتجذَّرُ في التاريخِ بعيداً، ليخبركَ عن المراحِ والنهرِ والغابة، عن البركة وحجر الناووس والوطى والحواكير والخلوة وبيت الزوبعة، عن القدَّام وعين الزيتون وبَيدَر الدَبَاشَا، عن الفطم والحيارة وأسماء وأسماء ترتفعُ بكَ حتَّى تصلَ إلى “عين الضيعة”، و”عين بو فْرِيْزْ” و”عين غازي”، مروراً بـ”حيّ الروميّة” وشير الروم وقلعتِها الجديدة الأنيقة، وشمليخ ومقامِها الشريف، ومزار الست ساره، إلى البيادر وحرفِ جُردها، وباب المسيجد مرورا بالشاوي وجبل الروس، والملَّاحَة، والكثير الرائع الذي يشدُّكَ إلى خُصوبةِ الأرضِ المستقاةِ من اسم شارون الآراميّ في عُمقِ التاريخِ الجلي.
شارون…
التي تبسط مساحتَها بعيداً عن العاصمة بيروت حوالي 30 كلم، على ما يقارب 1050 هكتارا بين ارتفاعات مختلفةٍ تترواحُ من أقلِّ من 800 متر إلى أكثرَ من 1300 متر علواً عن سطح البحر، وتمتشِقُ بصخورِها جاذبيةً تشكِّلُ من خلالِها احتضاناً لبيوتِ أهلِها الذين يفوقُ تعدادهم 12000 نسمة بين مُقيمٍ ومُهاجر.
تملكُ البلدة مناخاً يَتوزَّعُ على أربعة فصول، يَمنحُها جمالاً مُختلفاً مع دورتِه الموسمية، وإنتاجه الزراعيّ والبيئيّ المتنوِّع، تُغطّي أكثرَهُ أشجارُ الزيتونِ والصنوبرِ والتين والكرمة، ويزيدُ اخضرارا مع كل ربيعٍ بأشجار الفواكه والزراعات الموسمية.
شارون…
تلك الأرض الطيبة بناسِها وتربتِها ومائِها، تلكَ المعطاء الجميلة، التي تستقبلُكَ كزهرٍ ربيعيّ باختلافِ ألوانهِ، ووحدةِ تربتِهِ وخيرِه، هي تلكَ البلدةُ الصخرة، في قلبِ الجبل، في قلبِ لبنان، في قلبِ الوطن، حيثُ تحملُ سرَّ الوطن في خارطَتِها التي تشبهه.
أهلاً بك في ربوعها، في استنشاقِ عليلِ هوائِها، وارتواءِ طيب مائِها، وافتراشِ محبّةِ ترابِها.
أهلاً بكَ، إبناً ومُقيماً وزائراً في ربوعها…
بلدية شارون