رئيس بلدية شارون مهنا البنا يحضر ذكرى الاستشهادي وجدي الصايغ ويلقي كلمة بالمناسبة

أحيت مديرية الشهيد حسين البنا في الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى الاستشهادي وجدي الصايغ باحتفال حاشد حضره جمع من رجال الدين، ممثل عن النائب فيصل الصايغ، رئيس إتحاد بلديات الجرد كمال شيا، رئيس بلدية شارون مهنا البنا، ورؤساء بلديات: بدغان، مجدلبعنا، ومخاتير شارون، بدغان ، صوفر، مجدلبعنا، وممثلين عن الجمعيات الأهلية والخيرية وحشد من الأمناء والقوميين والمواطنينر.
وألقى رئيس بلدية شارون مهنا البنا كلمة جاء فيها:
أصحاب السماحة والسعادة والسيادة، كل بموقعه ورتبته، ايها الحضور الكريم، أحبائي
اكثرُنا يتراكم فيه العمر، الا أنت
أكثرنا تدهشه الاحداث الا أنت
أكثرنا يستعظم الموت الا انت
وبعضنا يمتهن الأعمال الصغيرة الا أنت
وبعضنا تستهويه المواقع والمراكز والسلطة الا انت
وبعضنا يستقوي على بعضنا الا انت
لأنك القرار الواضح، والشهيد عن سابقِ إصرارٍ وعقيدة.
لأنك جبلت من جبل صلب، والتمعت دماؤك كشرايين الشمس في التماس آذارها كل عام…
لأنك صوتُنا الصادقُ نحو فلسطين، ودمُنا المسكوبُ في امتدادِ الأرض، وروحُنا المتسلسلةُ مع كلِّ جيلٍ جديد…
لأنك الاسمُ العلم…
لأنك باختصار، وجدي الصايغ…
وهذا العام وليس ككلِّ عام، في هذا الزمن بدأت دماؤك تَنبتُ يا وجدي، مع كلِّ صبرِ مجاهد، مع كلِّ عينِ مقاتل، مع كلِّ ذرَّةٍ من ترابٍ تستسقي دماءَ من أحببت…
ها هم يلاقونَك اليومَ كما الصلاة، يلاقونَك ويرتفعونَ إليكَ قوافل قوافل من شلال الشهداء…
أيا وجدي! وانتَ هناك في عليائكَ المسرَّجِ بقيمٍ من حقٍّ وجمال…
في عليائكَ المرصَّعِ بالدماء..
أنثِر عزَّكَ فينا، بصلابةِ الإيمانِ الذي حملتْ
بقوةِ القلبِ الذي فيهِ نبضتْ،
بواجبٍ ناداكَ، فلبيت النداء، وسرتَ طريقاً واضحاً بيِّناً لا لبسَ فيه…
وهنا يا وجدي، وضوحَ الغايةِ وشرفَ الوسيلة، لأنّه لا يمكنُ أنْ تصلَ غايتَك الشريفة، إلا بوسيلةٍ شريفة، هذا هو عهدُنا وتاريخُنا ومناقبُنا ورؤيتُنا وصراعُنا، هذا هو الحقُّ وكلُّ ما دونَه باطل…
هنا يا وجدي، معنى الانتصارِ بشعبنا، لا الانتصار عليه…
يا ابنَ بلادي، يا ابن هذهَ الأرضِ الطيبة، يا ابنَ شارون الكبيرة، كم نعتزُّ بكَ أهلاً وأرضاً وجيلاً، كم تعتزُّ بك شارون التي رصّعت تاريخَها بأيقونة الشهداء في قضيةِ الحقِّ والباطل، شارون التي أرسلت عام 1936 أولَ الشهداءِ على طريقِ فلسطين الشهيد حسين البنا، أرسلتكَ أولَ الاستشهادين ذاتَ آذار على طريقِ الجنوب، شارون التي احتمى فيها الفدائيون،
شارون التي سقتِ البلادَ من دمِ شهدائها وجرحاها، شارونُ هذه ما زالت كما اسمُها في لغاتِ الأرضِ أرضاً مرتفعة خصبة معطاء لا تبور…
شارونُ هذه ما زالت تنبضُ بقضيةِ الوطن كلّ الوطن، شارون هذه تستحق من جيلِها الجديد، أن يعيَ أكثرَ عن تاريخِها، ويقتديَ بما قدَّم مناضلوها في سبيلِ الحقِّ والحرية، شارونُ التي اتكلمُ عنها أراها بعيون أهلها شابةً لا تعرفُ الشيب، أسمعها في قلوبكم كبيروت لا تموت، وأشمُّ رائحتَها كياسمين دمشقي كلَّ صباح، ويلمعُ في ذاكرتها بهاءُ القدس وحاراتُها،
شارونُ التي عَرَفَتْها البلادُ منبِتاً للرجولةِ والكرم، عَرَفَتْها حصناً وملاذاً، عَرَفَتْها أهلَ الصدقِ والحق، عَرَفَتْها تاريخاً يراكُم في سجلِّ الوطن صفحاتٍ من ضياء…
واليوم، وشارون تحتفي بكِ بطلَها يا وجدي، تكابرُ على جراحِها، كما كلِّ البلاد، وتناضلُ من أجلِ حقوقِها، وترفعُ الصوتَ لرفعِ الغبنِ عنها.
والذي يبقيها على قيد العطاء، هو إيماننا بالأملِ الموجود بشعبنا، ايماننا بكم أنكم واعون للغد، أيماننا بكم أنكم تقومون بمسؤوليةٍ في حفظِ بلدتكم وبلادكم…
ونختم معكم، وليكنِ الختام كما البداية، وإن كان أكثرنا يراكم فيه العمر، او كان بعضُنا تستهويهِ المواقعِ والمناصب، فنحنُ من مدرستك يا وجدي، أصحابَ قضيةٍ نؤمنُ بالحقّ عنوانا، ونؤمنُ بالصدقِ طريقا، ونؤمنُ بدمائك نبراساً ينيرُ عتمةَ نفوسنا، ونؤمنُ أن المجتمعَ معرفة، ونرفُّ جناحاً ونطيرُ نحو أهدافنا نحقِّقُها بثباتٍ، ونورِثُها لمن نحب إرثاً وأثر…
لك الخلود يا ابن بلادي علماً لا تبلغُهُ الّا ذوو العزائمِ والنفوس الكبيرة…